languageFrançais

غزة تحت حصار التلوث: النفايات تهدد المياه الجوفية وتصعد موجة الأمراض

This browser does not support the video element.

حذّر سعيد العكلوك مسؤول الرقابة على المياه والبيئة في وزارة الصحة الفلسطينية من كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة تواجه قطاع غزة، ناجمة عن التدمير الممنهج للبنية التحتية لإدارة النفايات.

وفي تصريح لبرنامج "Ecolo Fréquence"، أوضح أن الأوضاع البيئية وصلت إلى مستوى كارثي بسبب تكدس كميات هائلة من النفايات الصلبة والطبية في الشوارع والأماكن غير المخصصة لها.

انهيار النظام الهندسي لإدارة النفايات

وأشار العكلوك إلى أن القطاع المنكوب كان يمتلك نظامًا هندسيًا دقيقًا لإدارة النفايات قبل الحرب التي شنها الكيان الصهيوني في أكتوبر 20236، يعتمد على تجميع النفايات في مراكز المدن ثم نقلها إلى مراكز الترحيل، ومنها إلى مكبّي نفايات رئيسيين (أحدهما شرق مدينة غزة والآخر شرق خان يونس) للتخلص النهائي.

كانت هذه المكبات مصممة وفق نظام حماية بيئية صارم، يتضمن تبطينها بمواد عازلة لمنع تسرب العصارة إلى الخزان الجوفي للمياه. كما كانت تحتوي على أنابيب لتجميع غاز الميثان (يعرف أيضا بغاز مكبّات النفايات)، ويتم فيها ضغط النفايات وفرد طبقات من الطين والرمل عليها، إلى جانب فرض مراقبة دورية عبر آبار يتم تركيزها حول المكبات للتأكد من سلامة الخزان الجوفي. 

وقال الخبير البيئي "ما حدث اليوم هو تدمير شامل لكل عناصر هذا النظام، حيث تم تدمير المكبات وأصبحت في مناطق يُمنع الوصول إليها، كما دُمرت الآليات التي تقوم بنقل النفايات من مراكز المدن... هذا التدمير أدّى إلى تراكم كميات هائلة من النفايات في الشوارع".

وكشف أن قطاع غزة ينتج 1200 طن من النفايات الصلبة يوميًا، وهناك حاليًا 800 ألف طن من النفايات الصلبة متجمعة في أماكن غير مخصصة لذلك، دون أي حماية للبيئة المحيطة وللخزان الجوفي.

كما تطرّق المسؤول الفلسطيني إلى مشكل آخر يتمثل في النفايات الطبية التي أصبحت بدورها تمثل خطرا يهدّد سلامة الفلسطينيين بعد تدمير آليات المعالجة بالكامل.

مخاطر صحية وبيئية متعددة الأوجه

أكد المسؤول الفلسطيني أن هذه الأوضاع أفرزت كارثة بيئة صحية لا يمكن التعامل معها، حيث تقتصر الجهود على التجميع في أماكن غير محمية، وتتمثل أبرز المخاطر في:

تلوث الخزان الجوفي: النفايات المتراكمة في أماكن غير محمية تهدد بتسرب العصارة السامة إلى الخزان الجوفي.

أمراض الجهاز التنفسي: انتشار الحرائق والروائح من النفايات يرفع بشكل كبير نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وقد لوحظ ارتفاع حاد في حالات الربو والانسداد الرئوي.

انتشار نواقل الأمراض: توفر بيئة خصبة لانتشار الجرذان والقوارض التي عمّقت الأزمة، حيث أصبح للجرذان سلوك عدواني وبدأت تهاجم الفلسطينيين في الخيام.

ظروف معيشية غير محمية: يعيش أغلب الفلسطينيين في خيام لا تحميهم من الروائح ولا من القوارض والأمراض الناتجة عن هذه البيئة الملوثة.

نداء عاجل لإنقاذ الوضع

واختتم سعيد العكلوك حديثه بالتأكيد على الحاجة الماسة إلى تضافر كل الجهود وإمكانيات ضخمة لإعادة فتح المكبات الرسمية أو إقامة أخرى جديدة، وجلب أجهزة لمعالجة النفايات الطبية لتقليل الكارثة، مشددا على ضرورة فحص كل الآبار والخزان الجوفي للتحقق من مدى التلوث الحاصل.